فى هذا الموضوع سوف نشرح علم الحفائر وعلاقته بعلم الآثار والترميم :-
وسوف يتم ذلك علي عدة مراحل وسوف نبدء بالجزء الأول
علم الحفائر وعلاقته بعلم الآثار والترميم :-
Excavation Science
يتعلق هذا الموضوع ببيئة دفن الآثار في مواقع الحفائر المختلفة ، وما تمثلة دراسة هذه البيئة من أهمية في معايشتها بما تحويه من آثار وظروفها المختلفة المحيطة بها ، ولذلك فإن الأمر يدعونا لأن نشير إلي أهمية ذلك العلم والعمل الذي يجري للكشف عما تحويه هذه البيئة ، ونقصد بذلك علم الحفائر Excavation والذي تبدأ قصته منذ أن حاول الإنسان التعرف علي حضارة وتاريخ من عاشوا في عصور غابرة .
وقد يظن البعض أن التنقيب عن الآثار هو لمجرد الحفر الدائب المغني في سبيل الحصول علي أثار ثمينة أو تحفاً جميلة تدر علي مكتشفيها صيتاً وغنى ، والحق يقال أن الحفائر الأثرية كانت قبل نحو مائة عام تهدف إلي البحث عن الكنوز ، غير أن علم الآثار بمدلوله الحديث يختلف عن ذلك اختلافا بيناً ، فهو يرتبط بأمرين هامين :
أولهما : أعمال الحفر والتنقيب واستخراج الآثار وتسجيل أوصافها وصيانتها .
وثانيهما : استخدام هذه الآثار في إلقاء أضواء جديدة علي الحضارة الإنسانية الماضية وتطورها واستنباط التاريخ منها .
ولقد قال أحد العلماء " إن علم الآثار لا يحفر ولا ينقب عن أشياء ولكنه يبحث في باطن الأرض عن الإنسان " وقال آخر إن هدف علم الآثار والحفائر الكشف عن تطور الحضارة الإنسانية وأن يبرز ويوضح خطي هذا التطور " .
وليكن معروفاً أن علم الآثار ليس هو أعمال الحفائر فقط ، ذلك أنهم يقولون إن الجاروف spad وهو معول الحفار ليس بأهم وأخطر من القلم ، إلا أن الأخير يصير لا حول له ولا قوة بدون الجاروف ، وعلية فإنه يصبح في ذات الوقت علم متخصص ، ذلك أن النتائج العلمية المهمة في عالم الآثار لا تتأتى إلا عن طريق الحفائر والمكتبة وخلوة البحث والاستنتاج والتحليل .
وعلم الحفائر من العلوم المرتبطة بعلوم التاريخ والآثار والهندسة والجيولوجيا 000 الخ من العلوم الفنية والتطبيقية ، أما علاقته بعلم ترميم الآثار وصيانتها فهي علاقة وثيقة ، ذلك أن مهمة الحفار هي الكشف عن الآثار ، أما المرمم فدوره يبدأ في موقع الكشف عن الأثر ويمتد إلى ما بعد ذلك إلى أن يتأكد من سلامة الأثر وصيانته تماماً .
مسيرة الآثار في حقل الحفائر : -
يمر مسار القطع في حقل الحفريات بسلسلة من المراحل الوجوبية وهي الكشف عن الأثار ، التسجيل ، الرفع ، الغسل ، الغربلة ، وضع العلامات ، التهيئة ، النقل .
إذا اعتبرنا أن الهدف الأمثل للأبحاث هو بالفعل أن تكون لدينا مادة يمكن إعادة وضعها بالضبط في نفس الظروف التي كانت موجودة عليها قبل الكشف عنها ، وهذا هو ما يرنو إليه أي تسجيل أبعادي أو مسح أو رفع بالتصوير الفوتوغرافي أو رسومات تخطيطية ، إلخ .
مخيم الحفرية :-
ينبغي علي رئيس الحفرية والمشرف عليها – منذ وصوله للمنطقة التي سيجري فيها التنقيب – اختيار موقع ليقيم عليه مخيم الحفرية . فلو كانت منطقة الحفر بعيدة عن جميع الأماكن المعمورة التي يتوفر فيها وجود مبان للإقامة فيها ، وجب عليه إقامة مخيم قريبا من منطقة الحفر . وعليه أن يعمل علي تجهيزه بكل وسائل الراحة للمشتغلين بعمليات التنقيب وخاصة إن كان موسم الحفرية سيطول بضعة أشهر .
وإذا كانت إقامة جميع أفراد البعثة في خيام ، فمن الأفضل أن تقام حجرة من الخشب أو الصاج المعرج وذات سقف مائل حتى لا تتجمع مياه الأمطار فوقه . ويكون للحجرة باب يحكم قفله بمزلاق وقفل متين ، وتستخدم مثل هذه الحجرة لوضع المكتشفات الأثرية فيها . ويحسن إقامة حجرة مماثلة ولكن ذات نافذة كبيرة توضع أمامها طاولة الرسم وتستخدم كمرسم أو كمعمل ، وخاصة لتحميض وطبع الصور بحيث تكون مجهزة بستائر سوداء لاحكام ظلمتها عند تحميض وطبع الأفلام والصور .
كما يجب أن تجهز الحفرية بأدوات وأدوية للإسعافات الأولية السريعة وخاصة بأمصال وجهاز للحقن للاستخدام ضد لسعة العقرب أو عض الثعبان ، وضد التسمم من جروح بسبب أدوات معدنية أو مسامير ، وما إلي ذلك .
ويجب أن تجهز حجرة المكتشفات واللقي الأثرية بخزانة حديدية لحفظ الثمين من التحف ولحفظ المبالغ السائلة التي توجد بالحفرية خشية تعرضها للسرقة . كما يجب أن يدخل في الاعتبار تزويد المخيم بالإضاءة الكافية والضرورية ، إما بمد خط من تيار كهربائي أو بمصابيح الغاز أو بواسطة مولد كهربائي يعمل بالسولار مثلا .
ويجب أن تراعي النظافة العامة بالمخيم دائما خشية الأمراض والحشرات ، كما يجب أن يؤمن علي الأفراد الموجودين المشتركين في الحفرية بما في ذلك العمال