Admin Admin
المساهمات : 345 تاريخ التسجيل : 02/03/2010
| موضوع: رد: الإسلام وشباب الأمة - سلسلة متجددة السبت مايو 26, 2012 12:03 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الإسلام وشباب الأمة
الباب الأول
أهمية تربية الشباب
يعلم الإنسان أنه يمر بمراحل عمرية على ذلك الكوكب الأرضي, تبدأ بمولده طفلا رضيعا ثم غلاما ثم شابا فتيا إلى أن يبلغ أربعين سنة وتكتمل مرحلة الرجولة ثم مرحلة الشيخوخة التي تحمل في طياتها الخبرة والحكمة وتحمل مسؤلية التوجية للأجيال المتتابعة.
ونلاحظ أن المرحلة الأهم في عمر الإنسان هي مرحلة الشباب. التي تتكون فيها عقيدته وقدرته على العمل . والسعي لتكوين أسرة يتحمل المسؤلية فيها كلا الزوجين في تربية الأجيال القادمة.
قال تعالى في سورة الأحقاف :
﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا, حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ – 15 أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ – 16 ﴾
﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ ﴾ أي: نهاية قوته وشبابه وكمال عقله،
*******
أهداف التربية في الإسلام
ومن أول أهداف التربية في الإسلام ترسيخ عقيدة التوحيد والأخلاق الفاضلة , التي ينتج عنها الأمن والأمان للفرد والمجتمع. والرخاء في الرزق وسعادة الدنيا والأخرة.
قال تعالى في سورة الأعراف :
وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ .. 96
لو آمنوا بقلوبهم إيمانا صادقا صدقته الأعمال، واستعملوا تقوى اللّه تعالى ظاهرا وباطنا بترك جميع ما حرم اللّه، لفتح عليهم بركات السماء والأرض، فأرسل السماء عليهم مدرارا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم، في أخصب عيش وأغزر رزق، من غير عناء ولا تعب، ولا كد ولا نصب،
بينما نجد الصورة المقابلة التي تبتعد عن التربية الإيمانية لا أمن فيها ولا أمان ويسود فيها الفساد والغلاء والضنك والخوف والرعب ...
قال تعالى في سورة طه :
وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى - 124
*********
نموذج من التربية الإيمانية
قال تعالى في سورة لقمان :
﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ – 12 وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ – 13 ﴾
والحكمة مستلزمة للعلم، بل وللعمل، ولهذا فسرت الحكمة بالعلم النافع، والعمل الصالح. ولما أعطاه اللّه هذه المنة العظيمة، أمره أن يشكره على ما أعطاه، ليبارك له فيه، وليزيده من فضله، وأخبره أن شكر الشاكرين، يعود نفعه عليهم، وأن من كفر فلم يشكر اللّه، عاد وبال ذلك عليه.
والله غني حميد فيما يقدره ويقضيه.. فغناه تعالى، من لوازم ذاته، وكونه حميدا في صفات كماله، حميدا في جميل صنعه، من لوازم ذاته، وكل واحد من الوصفين، صفة كمال، واجتماع أحدهما إلى الآخر، زيادة كمال إلى كمال.
وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ – 13
فهذا هو الدرس الأهم الذي تقوم عليه الحياة كلها , عدم الشرك بالله. فإن من أعظم الظلم أن تجعل لله ندا وهو خلقك.
قال تعالى في سورة البقرة :
وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ - 163
دعوة إلى البشرية الحائرة أن تتوجه بالعبادة والدعاء إلى خالقها الحق , الرحمن الرحيم . وإلهكم -أيها الناس- إله واحد متفرد في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله وعبودية خلقه له, لا معبود بحق إلا هو, الرحمن المتصف بالرحمة في ذاته وأفعاله لجميع الخلق, الرحيم بالمؤمنين.
وأيات الله تبارك وتعالى في الكون المنظور أمامنا كثيرة لا تعد ولا تحصى....
فإذا رأيت سيارة جميلة سئلت في أي مصنع صنعت ؟ ثم تدرك بعدها أن الذي صنعها إنسان خلقه الله ووضع في فطرته موهبة التصنيع , ثم خلق له المواد الخام مثل الحديد والبترول لكي يستخدمها في تكوين السيارة... وهذا المثال البسيط يدلك أن لكل صنعة صانع , ولكل المخلوقات خالق عليم حكيم...
وكما رأينا في المثال السابق دقة الصنعة تدلك على مقدرة الصانع ومدى علمه...
والمتأمل في عظمة خلق السماوات والأرض يخر ساجدا لله تعالى... حيث تدور الأرض حول محورها دون شعور منا بهذه الحركة الدقيقة الناعمة , فكيف للأرض وهي جماد أن تدور بانتظام عبر ملايين السنيين بهذه الدقة حيث ينشأ الليل والنهار ؟؟؟ !!! وتدور في نفس الوقت في مدار حول الشمس وبنفس الدقة حيث تنشأ الفصول الأربعة , ويختلف طول الليل والنهار مع هذا المدار ....أين المحرك لهذه الأرض ؟؟ ومن يديره ؟؟
ونهبط إلى الأرض ونرى العجب !!!!!
أولا البحار
وتشمل أكثر من سبعين في المائة من مساحة الأرض وبها قوانين مثل قانون الطفو والأمواج لكي تصلح لجريان السفن عليها...
ثانيا مياه الأمطار
وتتكون من تبخر مياه البحار ومن سطح الأرض بفعل حرارة الشمس مكونة السحاب الذي سخره الله بحيث لا ينفلت من الأرض , وينقى الماء ثم يعود مرة أخرى إلى ينابيع الأنهار, وتجري الأنهار وتتحرك يشرب منها جميع المخلوقات , فقد نقاها خالقها لكي تصلح للشرب والري ولأنها أي مياه الأنهارمتحركة فهي لا تعطب وتتجه دائما لتصب في البحار.
وللحفاظ على مياه البحار من العطب وضع الله فيها الأملاح التي لا تتبخر مع الماء الصاعد إلى السحاب....
سبحان الخالق العظيم...
قال تعالى في سورة البقرة :
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ – 164
هذه بعض النماذج في التربية الإيمانية القائمة على الأدلة العلمية والأدلة الكونية.. فأين أدلة من يعبدون غير الله ؟ وأين أدلة الملاحدة الذين لايعترفون بوجود الخالق الأعظم ؟ وأين أدلة المشركين ؟
في الواقع لا أدلة عند منكري الإيمان بالله تعالى ..ولكنه الهروب من التكاليف الشرعية التي تنظم سلوك الإنسان نحو الإصلاح والعدالة الإجتماعية وحرية العقيدة والكرامة لجميع البشر. ومكافحة الفساد والاستغلال والطغيان والتسلط..
*********
وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى
| |
|